حكاية عصفورة

بعد شتاء دام سنين يتخلله رياح وعواصف ثلاجية جعلت كل مايحيط بى متجمد لايتحرك من مكانة مجرد انفاس تصعد وتهبط مشبعة بالبخار لتمنحنى القدرة على استمرارية الحياه حل بى اخيرا فصل الربيع بجمال زهوره و عزف طيوره ونسماته العليلة تسقطت جبال الثلج من على جسدى وتحررت من تابوتى الثلجى فتحت النوافذ لاستنشق هواء يختلف عن هواء الشتاء بصقيعة وببروده شعرت بحركة دماء وهى تقفز وتمرح بين شريانى سعيدة بذلك التغير الذى حل بها .
طمعت بالكثير من التمتع بجمال الربيع فتحت باب عالمى لكى اتتطلع الى مايحيط بى من جمال الكون خرجت من مسكنى وانا لااحمل غير غطائى الفرو واحده هو مااملكه من الدنيا فهو مايمنحنى الستر فى ايام الصيف ويمنحنى الدفء باليالى الشتاء تحركت هنا وهناك وانا اراقب الطيور واتتبع خطواتها واقفز معها منمكان الى اخر جذبنى سرب من تلك الطيور تتعمق الى داخل المدينة اخذت اترقب الى اين تسير والى اى مكان تستقر ولاتعود مرة اخرى الى مكان عشها انتظرت الكثير والكثير ولم تأتى حت بحلول الليل ظللت منتظرة بمكانى فترات طويلة وانا اتمتع بصوت جديد يحل على مسمعى لااعلم اذاكان صوت حقيقيى ام صوت منحه لى سكون الليل انتظرت وبحلول الصباح شهدت سرب اخر يحلق بالسماء يسير نحو مسار طيور الامس لم اتملك نفسى وقررت الجرى خلفهم لااعلم ماذا يحل لهم قفزت من بين الاشجار لمتابعتهم لاجد بحر صافى شديد الزرقة موجهه هادئ سماءئه صافية شمسه دافئة هذا البحر هو قلبك ياسيدى تمتعت بمنظرك الخلاب واقتربت منك وانا لاأعلم فن العوم طيورا كثيره تحلق فى سماءك واخرى تقفز وتسبح فى اعماقك واخريات استقر على شاطئك الذهبى تحت حنين نسمات هوائك العليل ونعومة رمالك التى لاتقل فى ملامسها عن الحرير ترقبت جمالك من بعد وانا اقترب ببطئ نحوك وفى لحظة ضاق بى المكان اصبح مزدحم مكتظ بالاصوات العاليا وبالصرخات والضحكات المرتفعة وانت تداعبهم بحركة موجك سئمت المكان وقرر اقف بجانب اخر من الشاطئ لاتمتع اكثر بجمالك وحركتك سيرت كثيرا وابتعدت عن كل الانظار وتعمقت داخلك وجدك تختلف عن اطراف شاطئك الخارجى جلست استمع لصوت دقات قلبك على رمالك الذهبية وكنت تبتسم لى وتشعر بوحدتى اقتربت بموجك نحوى تبلل اطراف جسدى وتداعب خصلات شعرى بنسماتك الدافئه تمتعت بتلك المداعبات واقتربت نحوك اكثر وانا مازلت اجهل السباحة فى اعماق بحرك ومازالت ارتدى غطائى الفرو برغم اختلاف الطقس ولكن هو مايستر عورتى ولايكشفنى امامك اقتربت واقتربت استخدمت معى مدك لتشدنى اكثر نحو الاعماق وتجذبنى بجزرك وتحتضنى بين امواجك لاستمع الى نبضات قلبك ثم ترمى بى مرة اخرى على رمالك وتجذبنى تاره اخرى وانا اصرخ واضحك فى آن واحد تمتعت بكافة تفصيلك واحببت الجلوس معك أمد العمر ولكن كلما اقتربت منك غطائى الفرو يبلل بالماء ويثقل وزنه ويجذبنى نحو الاعماق وانا لاحيلة لى فقد اوشكت على الغرق ولااستطيع ان اتخلى عنه لانه ساترى وغطائى فى فصل الشتاء حاولت ابتعد عن اعماقك حتى لا اغرق بك ولكن تلاطم امواجك ومداعبتك لجسدى جعلتنى اشعر معك بمعنى الحياه فى ربيعها كيف تكون حزمت امرى وقررت الجلوس من بعيد اتمتع بجمال منظرك والطيور تتساقط فى اعماقك كنت اتألم من غرقهم كل يوم واحده تلو الاخر وحاولت الرجوع من على شاطئك ولكن جهلت طريق العودة واصبحت تائهة بين رمالك الساخنة وبين ماءك الذى يخفض من حرارة جسدى اصبح المكان مشتعل بحرارتة وبشمسة الساخنة الحارقة كنت اقترب منك مرة اخرى لأبلل جسدى بماءك الفاتر واخرج مسرعة لااتعذب بسخونة رمالك الى ان يأتى الشتاء وارجع الى عشى وتابوتى الثلجى .

اهلا بحضرتك
قصه جد جميله
رغم الانتقاد الواضح بين المألوف والغير مألوف بها
لقد عانت من الرياح والثلج فى بدايتها
فلا اعجبها الشمس ولا حرارتها
فقالت
لااتعذب بسخونة رمالك الى ان يأتى الشتاء وارجع الى عشى وتابوتى الثلجى .
لترجع من حيث اتت
فلكل انسان منطقه وعقله وفكره
شىء منظقى سيدتى
موضوع جميل ورائع فعلا
مع خالص شكرى وتمنياتى بالتوفيق