نواصل نشر الترجمة الحرفية لنصوص وثائق ويكيليكس التي تتضمن النصوص السرية للمقابلات بين مسئولين مصريين وامريكيين رفيعي المستوى.
السفارة الأمريكية بالقاهرة
الموضوع: مقابلة رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الأدميرال مايكل مولين مع مسئول أمني مصري رفيع المستوى
صنفه: السفيرة مارجريت سكوبي
سري
النقاط الرئيسية:
- في 21 أبريل قام رئيس هيئة الأركان الأدميرال مايكل مولين بعقد اجتماع مع مسئول أمني مصري رفيع المستوى، لتأكيد أن الهدف الإقليمي الشامل هو هزيمة التطرف خاصة في غزة، وإيران، والسودان.
- في غزة، قال المسئول الأمني المصري أن مصر يجب أن تجابه محاولات إيران لتهريب السلاح لغزة وتوقف تمرير الأسلحة عبر الأراضي المصرية.
- كما شرح المسئول المصري وجهة نظره في المصالحة الفلسطينية، قائلا بأن غزة يجب أن تعود للسلطة الفلسطينية مؤكدا أن "غزة في أيدي المتطرفين لن تكون هادئة أبدا".
- على الصعيد الإيراني، قال المسئول الأمني المصري أن مصر نجحت في منع إيران من تحويل أي دعم مادي لحماس عبر مصر. وعبر المسئول المصري عن أمله في أن الولايات المتحدة يمكنها حث إيران على التخلي عن طموحها النووي والتوقف عن التدخل في "القضايا الإقليمية"، لكنه حذر من أن إيران "يجب أن تدفع ثمن أفعالها".
- وقال المسئول المصري الأمني رفيع المستوى أن مصر قلقة جدا بشأن الاستقرار في السودان، وأنها تركز جهودها لإقناع الرئيسين التشادي والسوداني للتوقف عن دعم كل منهما لمعارضي الآخر، وأن يدعما التفاوض بين الفصائل في دارفور، وتطبيق اتفاقية سلام شامل، ثم أضاف: "مصر لا تريد تقسيم السودان".
- غزة:
قال المسئول الأمني المصري رفيع المستوى أن التطرف هو العمود الفقري الذي تقوم عليه التهديدات لأمن المنطقة، مضيفا بأن التطرف في غزة شكل تهديدا جديا على أمن مصر القومي. وقال المسئول المصري رفيع المستوى أن مصر عليها مواجهة محاولات إيران لتهريب السلاح لغزة وعليها إيقاف تمرير السلاح عبر أراضيها. "مصر محاطة بالتطرف"، ثم أكمل المسئول معبرا عن قلقه من عدم الاستقرار في السودان والصومال.
يقول المسئول المصري بأن حملة مصر ضد التطرف في التسعينيات قدمت درسا مفيدا لطريقة مكافحة الجماعات المتطرفة، والتقليل من قدرتهم على العمل أو الحصول على الدعم المادي، إلى جانب تعليم الناس وتوعيتهم بخطر التطرف. أشار المسئول المصري أن الأخوان المسلمين فقط هم الذين تبقوا من الجماعات المتطرفة، وأن الحكومة المصرية تقوم "بتصعيب الأمور عليهم" حتى لا يستطيعون العمل.
"نحن لا نريد أحداثا مثل ما أحداث غزة تلهب غضب الرأي العام" ثم أضاف المسئول المصري أن الصراع في غزة وضع "الأنظمة العربية المعتدلة" في موقف حرج. ولتجنب انفجار المزيد من العنف، تركز مصر على المصالحة الفلسطينية واستمرار وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل. وعلى صعيد المصالحة، يقول المسئول المصري أن الهدف النهائي هو إعادة غزة للسلطة الفلسطينية، "فغزة في أيدي المتطرفين لن تكون هادئة أبدا"، إلا أن المشكلة أن السلطة الفلسطينية لا يمكن إعادتها دون إرضاخ حماس.
قال المسئول المصري أن السلطة الفلسطينية يجب أن تعود لغزة قبل الانتخابات الفلسطينية في يناير 2010، وإلا فإن أهل غزة سيخافون من التصويت للمعتدلين.
ويكمل المسئول المصري مؤكدا أن الاستقرار في غزة يعتمد على منح الناس "حياة طبيعية"، ويجب إقناع إسرائيل بأن تفتح الحدود بشكل دوري لتمرير النشاط التجاري المشروع، ويقول المسئول بأن النظام القائم الآن - وهو أن مصر تقوم بإعلام إسرائيل بدخول مساعدات إنسانية وإسرائيل تنتظر لمدة يومين قبل أن تقبل أو ترفض عبور الشاحنات الإنسانية لغزة - لا يلبي احتيات الناس بالشكل الكافي.
على صعيد المصالحة الفلسطينية، توقع المسئول المصري عودة الفصائل الفلسطينية لمصر في 26 أبريل لمناقشة اقتراحه بتشكيل لجنة عليا مكونة من مختلف الفصائل. ستكون اللجنة مسئولة عن التحضير لانتخابات يناير 2010، ومراقبة إعادة الإعمار، وإصلاح الخدمات الأمنية في غزة. بالنسبة لإعادة التشكيل، فإن اللجنة ستصدر تراخيص لشركات قادرة على المشارة في المشروعات، لكن السلطة الفلسطينية هي التي ستقرر من الذي يستقبل الأموال للعقود الخاصة والحكومية.
الحكومات العربية ستساعد بإصلاح الخدمات الأمنية ويمكنها الاتخاذ من مصر قاعدة للمساعدات الأمنية. شكك المسئول المصري في أن حماس ستوافق على اللجنة العليا، ولكنه قال إنه من المهم أن تظلا حماس وفتح في حوار دائم، وبذلك لن يلجئا للعنف.
إيران ومواجهة التهريب:
يقول المسئول المصري أن إيران نشطة جدا، وأن الدعم الإيراني المادي لحماس يصل إلى 25 مليون شهريا، لكن مصر نجحت في منع الدعم المادي من الدخول إلى غزة عبر أراضيها. حاولت إيران عدة مرات أن تدفع مرتبات مقاتلي القسام، لكن مصر نجحت من منع وصول هذه الأموال لغزة. يقول المسئول المصري أن الحكومة المصري اعتقلت "خلية كبيرة لحزب الله"، وكانت تلك هي أولى محاولات حزب الله لتكوين خلية في مصر. وادعى المسئول المصري أن إيران تحاول تجنيد داعمين لها من بدو سيناء ليساعدوها في تهريب السلاح لغزة، وحتى الآن، كما يقول، نجحت مصر في منع حماس من إعادة تسليح نفسها.
أشار المسئول المصري إلى أنه بعد ستة أشهر من الآن ستكون مصر أكملت بناء الجدار الفولاذي تحت الأرض على طول الحدود مع غزة لمنع التهريب. إلا أنه حذر من أن الناس سيجدون وبديلا عن الأنفاق ليهربوا السلاح والبضائع والأفراد والمال. عبر الأدميرال مولين عن تقديره لمجهودات مصر لمحاربة التهريب عبر الأنفاق، وقائلا أن مصر عليها أن تشعر بأنها دوما مرحب بها إذا ما احتاجت لمزيد من المساعدات الأمنية في أي وقت.
أكد المسئول المصري أن مصر "بدأت مواجهة مع حزب الله وإيران، وأننا لن نسمح لإيران بأن تعمل في مصر." قائلا أن مصر أرسلت برسالة واضحة لإيران أنها إذا تدخلت في مصر فإن مصر ستتدخل في إيران، ولقد بدأنا في تجنيد عملاء في العراق وسوريا.
عبر المسئول المصري عن أمله في أن الولايات المتحدة تتخذ نفس موقف الأوروبيين فيما يخص المفاوضات مع إيران وحذر من التركيز على قضية واحدة، مثل قضية برنامج إيران النووي. ثم قال: يجب على إيران أن تدفع ثمن أفعالها، ولا يجب أن يسمح لها بالتدخل في المنطقة، وإذا كنتم تريدون تعاون مصر في الشأن الإيراني فإننا سنساعدكم، فإن ذلك سيزيح عبئا كبيرا من فوق كاهلنا".
السودان:
مصر قلقة جدا بسبب عدم الاستقرار في السودان كما يقول المسئول المصري. لكن المسئول طلب من الولايات المتحدة أن تتحلى بالصبر مع الحكومة السودانية وأن يعطوا مصر الوقت لمساعدة الحكومة السودانية كي تتعامل مع مشاكلها. وقد حيا المسئول المصري تعيين جريشن المبعوث الخاص، وتصريحات الأمريكية الأخير عن السودان. قال المسئول أن مصر ستركز على ثلاثة محاور لتحقيق الاستقرار في السودان:
1) إصلاح العلاقات بين الرئيسين السوداني عمر البشير والتشادي ديبي، وحثهما على التوقف عن دعم كل منهما لمعارضة الآخر. 2) دعم المفاوضات بين الفصائل في دارفور. 3) تطبيق اتفاقية السلام الشامل. كما طالب المسئول المصري بتشجيع الرئيس الفرنسي ساركوزي للقيام بدور أكبر للتوسط بين الرئيسين التشادي والسوداني. وقال أن الجنوبيين لا يشعرون بأن الوحدة تعود عليهم بالنفع، ومصر تحاول أن تقضي على هذا الحاجز النفسي بين الشمال والجنوب من خلال تقديم المساعدات الإنسانية. قال المسئول مؤكدا: "مصر لا تريد سودانا مقسمة". فأجابه الأدميرال مولين أن دور مصر في السودان كان حساسا وأن الأمريكيين يتطلعون لمزيد من التعاون بين مصر وبين المبعوث الخاص السيد جريشن.
القرصنة والصومال:
شدد الأدميرال مولين على أن القرصنة هي جريمة عالمية تحتاج لحل عالمي خاصة فيما يخص الدعم للقبض على القراصنة. الولايات المتحدة لا تريد أن تتحول الصومال إلى ملاذ آمن للقاعدة بعد باكستان. أجاب المسئول المصري بأنه لا يوجد سفن كافية في المنطقة لتوفير الدعم الأمني الكافي ضد هجمات القراصنة، واقترح أن يقوم المجتمع الدولي، عبر الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالتركيز على محاربة القرصنة على السواحل الصومالية.
منتظر ردودكم لكى اكمل لكم باقى الموضوع الخطير