الحج
إلي بيت الله وزيارة الكعبة الشريفة والطواف حولها, والصلاة بالروضة
الشريفة, حلم يداعبنا علي اختلاف أعمارنا, حلم أصبح بعيد المنال,
وصل إلي درجة المستحيل بعد أن زادت تكاليفه ووصلت إلي مبالغ خرافية قليل
منا استطاع تحقيق الحلم وفاز برحلة العمر, والكثير منا تسرب منه الحلم وضاع
عمره دون تحقيقه.
هذه المبالغة ومحاولة قتل الحلم فينا, دفعت غرفة الحج
والعمرة إلي مراجعة هذه الأسعار وقررت إلغاء التبرعات الاجبارية التي
تحملها المواطن خلال السنوات الماضية, وإلغاء رسوم التأشيرات الجزافية
والتي كانت تذهب لوزارة السياحة وضرورة عودة تأشيرات الحج عن وزارة
الداخلية إلي وزارة السياحة, وأكدت أن أسعار الحج والعمرة سوف تشهد انخفاضا
كبيرا بعد إزالة هذه التشوهات والجبايات التي كانت تفرض علي المواطن دون
وجه حق.
وقد فرضت ثورة25 يناير وجودها بقوة علي أول اجتماع للجنة تيسير
الأعمال لاتحاد الغرف السياحية التي شكلها وزير السياحة برئاسة الخبير
السياحي إلهامي الزيات, ودفعت رؤساء لجان الحج والعمرة لاتخاذ خطوات من أجل
تخفيض الأسعار بعد إزالة رسوم التأشيرات التي كانت تدفع لوزارة السياحة
ويتحملها الحاج.
الخبير السياحي أشرف شيحة وعضو اللجنة أكد أن أسعار
الحج والعمرة سوف تشهد تراجعا خلال الموسم المقبل خاصة بعد عودة تأشيرات
وزارة الداخلية إلي قطاع السياحة, وتفرغ الداخلية لنشر الأمن في البلاد,
وأكد أن ملف الحج سيتم تناوله خلال الفترة المقبلة, برؤية مختلفة تصب في
مصلحة المواطن, ولن تكون هناك نفقات إلا للمصلحة العامة فقط, وسيتم إلغاء
التبرعات الاجبارية التي كان يتم فرضها علي البسطاء الراغبين في الحج,
والتي فرضت عليهم طوال السنوات السابقة دون سند عن القانون ودون وجه حق,
وكان المواطن يدفعها صاغرا من أجل زيارة بيت الله الحرام, وتأدية فرض من
فروض الإسلام, وأشار إلي أن الغرفة توقفت عن فرض أي رسوم علي رحلات الحجاج,
ولكنه طالب بضوابط تحكم وزارة السياحة في تعاملها مع ملف الحج وأموال
صندوق الحج والعمرة الي تموله شركات السياحة, وأضاف أن وزارة السياحة كانت
تستخدم هذه الأموال دون الرجوع لأصحابها وهم الشركات.
وقال إن الحاج كان يتحمل رسوم التأشيرة والتي كانت تصل إلي14 ألف جنيه يتم سدادها لوزارة السياحة, وأضاف أن مصر بعد25 يناير لن تسمح بتزييف الحقائق وإضافة إعباء جديدة علي المواطن الذي من حقه أن يؤدي ركنا من أركان الإسلام, وسنعمل جاهدين خلال الفترة المقبلة علي تقديم خدمات الحج والعمرة بأسعار مناسبة ولجميع المستويات.
وأرجع
شيحة ارتفاع الأسعار خلال السنوات الماضية إلي عدة أسباب أهمها المبالغ
التي كانت تدفع لوزارة السياحة وكان يتحملها الحاج, وكذلك استحواذ وزارة
الداخلية علي آلاف التأشيرات مما يؤدي إلي ضعف موقفنا التفاوضي مع الشركات
السعودية للحصول علي أسعار تنافسية لخدمة المواطن.
وقال إن هناك قرارا
صدر منذ أن كان اللواء زكي بدر وزير الداخلية بتحويل تنظيم الحج إلي وزارة
السياحة, ولكنه لم ينفذ حتي الآن, وهاجم شيحة شركات السياحة التي استغلت
القانون وكانت تحصل علي حصتها من التأشيرات ثم تقوم ببيعها إلي شركات أخري,
وقال إن هذا لا يستقيم مع ثورة التطهير التي قام بها شباب مصر.
وتعهد
شيحة بأن غرفة الحج سوف تنظم رحلاتها إلي الأراضي المقدسة بأسعار أقل من
وزارة الداخلية, وسوف تلتزم الغرفة بكل المعايير والضوابط الخاصة بقرب
أماكن الإقامة من الحرم المكي والحرم النبوي, وأشار إلي أن شركات السياحة
في الثمانينيات وأوائل التسعينيات كانت تطرح أسعارا أقل بكثير من أسعار
وزارة الداخلية.
وقال إلهامي الزيات إن اللجنة تقوم بوضع قواعد تتناسب
مع المرحلة المقبلة وسيتم عرضها علي شركات السياحة والفنادق وغرفة العاديات
لاستطلاع, آرائهم حول هذه القواعد وما إذا كانت تتناسب مع أفكارهم أم لا.
وطالب
الزيات بضرورة توقف المظاهرات الفئوية والالتفات إلي حل مشاكلنا بهدوء
بعيدا عن التخريب وتعطيل مصالح البلاد, وذلك حتي تعود عجلة الإنتاج إلي
الدوران وتعود الحركة السياحية إلي سابق عهدها, وقال إن القرارات السابقة
للوزراء من الممكن مراجعتها بهدوء وتعديلها لتصب في مصلحة المواطن, وأشار
إلي أن اللجنة تولي اهتماما بكل طلبات العاملين بالسياحة ولجان الغرف
السياحية بكل أشكالها, وسيتم عقد اجتماعات متتالية لعرض طلباته