المتظاهرون يغيبون عن ميدان التحرير
كتب محمد أحمد طنطاوى وإيمان على وهند مختار ومحمد البحراوى ومحمود عبد الغنى ومحمد حجاج ومحمد رضا وهانى الحوتى ومحمود عثمان
غاب المتظاهرون عن ميدان التحرير خلال فعاليات جمعة "لا للطوارئ" ولم تزد
أعداد الذين نزلوا إلى الميدان اليوم عن الـ2000 متظاهر، بينما حضر الباعة
الجائلون بكثافة واضحة وافترشوا أرض الميدان منذ الساعات الأولى للصباح.
فى بداية اليوم توافدت أعداد محدودة جداً من المتظاهرين على ميدان التحرير،
وأرجع مراقبون السبب إلى إعلان عدد من الحركات السياسية والتيارات
الإسلامية امتناعها عن المشاركة وعلى رأسها حركة 6 إبريل وجماعة الإخوان
المسلمين وغابت اللافتات والمنصات عن الميدان بشكل واضح، حيث لم تظهر سوى
لافتات محدودة على المنصة الوحيدة الموجودة بقلب ميدان التحرير.
وكانت حركة المرور بشكل منتظم بميدان التحرير، حيث تسير أتوبيسات النقل العام والسيارات فى ميدان التحرير بشكل ملحوظ دون أى عوائق.
وللمرة الأولى يغيب الشيخ مظهر شاهين خطيب الثورة عن خطبة الجمعة فى ميدان
التحرير اليوم، حيث اعتذر لجموع المتظاهرين بالتحرير، لتغيبه عن خطبة
الجمعة اليوم، نظراً لظروفه الصحية التى منعته من الحضور، إلا أنه خطب
الجمعة داخل مسجد عمر مكرم.
وأوضح شاهين، أنه يكن كل التقدير لأردوغان، مشيراً إلى أن مصر فيها قيادات
وأشخاص قادوا العالم من قبل، رافضاً أن ننظر إليه على أنه خليفة المسلمين
والمنقذ فمصر أكبر من ذلك، مضيفاً أن الذين خرجوا فى 25 يناير كانوا على حق
لأنهم وقفوا فى وجه الاستبداد والظلم، والمطالبين باستكمال مطالب الثورة
الآن هم على حق وطريق الحق دائماً ليس مفروشاً بالورود وإنما من يسير فيه
عليه أن يتحمل الأشواك والحروب.
وقال شاهين، إن فلول النظام البائد وهم الذين يريدون عودة البلاد إلى
الوراء واستمرار الفساد وهم أيضاً من سخروا أموالهم لعمل الثورة المضادة فى
محاولة منهم لإحداث الفوضى.
وتولى الشيخ جمعة محمد على مهمة خطبة الجمعة بميدان التحرير اليوم، حيث
استنكر إصدار المجلس العسكرى لقانون الطوارئ، مشيراً إلى أن المجلس العسكرى
لم يعد بذلك بل كانت من ضمن وعوده حماية المدنيين والثورة، مضيفاً أن
مطالب الثورة لم تحقق حتى الآن، وأن الثورة لم تستكمل بعد.
وفى خلال صلاة الجمعة التى أم فيما ما يقرب من ألفين متظاهر، اتهم جمعة
المستشار أحمد رفعت رئيس محكمة جنايات شمال القاهرة والمسئول عن محاكمة
الرئيس مبارك ونجليه بالتباطؤ مع المدعين بالحق المدنى، موجهاً له رسالة،
قائلاً "عليك إن تتذكر أن التاريخ سيمدحك أو يذمك فى يوم من الأيام".
وأشار جمعة إلى أن المعتقلين داخل السجون العسكرية لا يزالون يعانون من
التعذيب حتى الآن على رغم من تأكيد المجلس العسكرى على أنهم يعاملون معاملة
آدمية، معاتباً القوى السياسية التى رفضت المشاركة فى جمعة "لا للطوارئ"،
مشدداً على أن هذا القانون يمثل خطراً كبيراً على الثورة ولا يوجد مبرر له
خاصة فى ظل وجود قانون عقوبات يعتبر رادع لكل خارج على القانون.
واعتبر جمعة من قاموا بأحداث السفارة الإسرائيلية الجمعة الماضية ووزارة
الداخلية من فلول الحزب الوطنى المنحل حتى يتمنى الشعب يوما من أيام
المخلوع، مطالبا بضرورة تفعيل قانون الغدر وعودة بث قناة الجزيرة وإعادة
هيكلة وزارة الداخلية.
عند منتصف اليوم شهدت حركة المرور اضطرابا بعد تجمع المتظاهرون وسط
الميدان، فى ظل غياب رجال المرور عن المشهد وهو الأمر الذى دفع بعض الشباب
الى تنظيم المرور بأنفسهم، بينما انتشر الباعة الجائلين بكثافة فى جميع
أنحاء ميدان التحرير بأعداد أكثر من أعداد المتظاهرين حتى الآن.
تجمع العشرات من المتظاهرين بميدان التحرير أمام المنصة القريبة من الجامعة
الأمريكية"، للمطالبة بإلغاء العمل بقانون الطوارئ ووقف المحاكمات
العسكرية وإقالة وزير الداخلية اللواء منصور العيسوى بعد أحداث السفارة
الإسرائيلية وإقالة النائب العام المستشار عبد المجيد محمود وعودة الأمن
للشارع المصرى رافعين الإعلام المصرية وصور للرئيس المخلوع مبارك رسم عليها
مشنقة وكتب عليها حكم الشعب، رافعين لافتات منها "فيلم الموسم.. السفارة
بطولة فلول الوطنى وامن الدولة ..تأليف وزارة الداخلية.. سيناريو وحوار
الإعلام المصرى..إخراج المجلس العسكري..إيرادات الفيلم 3 قتلى و 1049 مصاب
وقانون الطوارئ، ومرددين هتافات "أنا مش جبان أنا مش جبان أنا هنا قاعد فى
الميدان، لا للطوارئ.. لا للتوريث".
وكان لافتا أن اللجان الشعبية التى تؤمن مداخل ومخارج الميدان اختفت
تماماً، وهو الأمر الذى أثار حالة من الفوضى، حيث شهد الميدان اضطراباً
حاداً بحركة المرور، خاصة بعد فتح شارعى قصر العينى ومحمد محمود، حيث شهد
الميدان اشتباكات بالأيدى بين الباعة الجائلين وأعداد من المتظاهرين بعد
خلافات حول قانون الطوارئ.
وأكد محمد دسوقى، المنسق العام للجان الشعبية، أنه لم يتم تأمين الميدان
اليوم بسبب قلة الأعداد المتواجدة، فيما انتشر أكثر من 20 شخص من اللجان
الشعبية على مدخل شارع الشيخ ريحان والشوارع المحيطة بوزارة الداخلية لمنع
وصول اى مسيرات قادمة من ميدان التحرير إلى مقر الوزارة تجنبا لوقوع اى
اشتباكات أو أعمال عنف كالتى شهدتها الوزارة الجمعة الماضية وأسفرت عن
إسقاط شعار الداخلية والذى تم إعادة ترميمه ونشوب أحداث شغب وعنف.
ومن جانب آخر، أكد محمد محمود المسئول عن اللجان الشعبية لتأمين محيط وزارة
الداخلية، بأن فكرة التأمين جاءت فى مبادرة منهم لتجنب أى أحداث تسئ
بالثورة والثوار وإثبات حسن النية من جانبهم، مضيفاً "إننا لا نريد تخريب
أو إساءة لأى جهاز فى الدولة وحريصين على سلمية التظاهرات".
ولم يفت المتظاهرون فى جمعة "لا للطوارئ" ان يقفوا دقيقة حدادًا على روح
خالد جمال عبد الناصر، رافعين صورا للزعيم جمال عبد الناصر، ومرددين هتافات
"فين أيامك يا ناصر فين"، ناعيين كل مؤيدى ومحبى الرئيس الراحل جمال عبد
الناصر فى وفاة نجله.
وانضم عدد من مشيعى جنازة خالد عبد الناصر معهم بالميدان، وذلك بعد انتهاء
إجراءات الدفن ولتأييدهم فى مطلبهم الذى دعوا إليه اليوم وهو إلغاء الطوارئ
ووقف المحاكمات العسكرية.
وفى نهاية اليوم غادر المتظاهرون ميدان التحرير وخلفوا ورائهم العديد من
المخلفات وعلى غير المعتاد لم يقم احد بأعمال النظافة فى الميدان.
وقال الدكتور محمود سعيد، مدير الإسعاف والطوارئ بمستشفى المنيرة العام، إن
المستشفى استقبل خمسة متظاهرين فى ميدان التحرير من المشاركين فى "جمعة لا
للطوارئ" حالتهم جميعا مستقرة.
وأوضح الدكتور محمود سعيد فى تصريح له أن الفرق الطبية بالمستشفى قامت بعمل
الإسعافات الأولية لهم فور دخولهم، وكانت إصابتهم ما بين حالات إغماء
وكدمات وسحجات نتيجة للتزاحم وحالة لمصاب صدمته سيارة بسبب الزحام.
وأضاف أنه تقرر خروج جميع الحالات المصابة بعد أن تم تقديم الخدمات الطبية
والعلاجية اللازمة لهم، وبعد أن اطمأنت الفرق الطبية على استقرار حالتهم.
يذكر أن وزارة الصحة قامت بتأمين ميدان التحرير بالدفع بنحو 33 سيارة إسعاف
على ثلاثة محاور بالميدان؛ لتوفير الخدمة الطبية للمتظاهرين، كما قامت
بالدفع بعيادتين متنقلتين وفرق طبية لإسعاف المصابين.
بالتزامن مع أحداث مظاهرات "لا للطوارئ" وصفت منظمة العفو الدولية، تمديد
المجلس العسكرى والحكومة لحالة الطوارئ بأنه أكبر تآكل لحقوق الإنسان فى
مصر منذ استقالة رحيل الرئيس المخلوع حسنى مبارك، منتقدة التعديلات التى
أجراها المجلس العسكرى على القانون والتى وسعت سلطات المجلس الأعلى للقوات
المسلحة فى تطبيق القانون بعد الاشتباكات التى وقعت بين المتظاهرين وقوات
الأمن فى السفارة الإسرائيلية الجمعة الماضية.
وطالبت منظمة العفو الدولية، فى بيان لها مساء الخميس، المجلس العسكرى
بإنهاء حالة الطوارئ، منددة بتوسيع قانون الطوارئ مؤخرا باعتباره "تقويضاً
خطيراً لحقوق الإنسان".
وأكد فيليب لوثر مدير منظمة العفو الدولية نائب عن منطقة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا، إن توسيع نطاق الطوارئ يشكل تهديدا رئيسيا للحق فى حرية
التعبير وتكوين الجمعيات والتجمع، والحق فى الإضراب، مضيفاً: "أننا نبحث فى
تآكل معظم خطيرة لحقوق الإنسان فى مصر منذ تنحى مبارك، لأن تطبيق قانون
الطوارئ يعود بمصر إلى الأيام الغابرة".
وقال لوثر، لا يكفى أن يتراجع المجلس الأعلى للقوات المسلحة عن تلك
التعديلات بل يجب أن يتم إنهاء حالة الطوارئ من أساسه كما وعد حينما تولى
السلطة، داعياً الحكومة المصرية إلى احترام حقوق المتظاهرين فى الاحتجاج
التى تنظم اليوم الجمعة للمطالبة برفع حالة ثلاثة عقود طويلة من حالة
الطوارئ قبل انتخابات تشرين الثانى البرلمانية.
بينما فتح المتحف المصرى أبوابه، اليوم، الجمعة، واستقبل الزوار منذ
التاسعة صباحا وحتى الثالثة عصرًا للزوار، على الرغم من أحداث جمعة "لا
للطوارئ"، والمظاهرة الواقعة حاليًا بالميدان، وقد استقبل المتحف خلال هذه
الساعات حوالى ألف زائر.
وفى تصريحات خاصة "لليوم السابع"، قال محمد عبد الفتاح، أمين عام المجلس
الأعلى للآثار، إن المتحف استقبل الزوار وسط تكثيف أمنى من الداخل والخارج،
مؤكدا على أن اليوم مر بسهولة وسلاسة، ولم تحدث أية مشاكل، بسبب التواجد
الأمنى المكثف بمدخل المتحف الرئيسى المواجه لميدان عبد المنعم رياض.
من جانبه، أكد الدكتور محمود الحلوجى، كبير أمناء المتحف المصرى، أن معدل
الزيارة اليوم، الجمعة، كان منخفضا نسبيا عن باقى الأيام، لكنه كان جيدا،
موضحا أن المتحف استقبل حوالى ألف زائر، منهم أكثر من تسعمائة أجنبى.
وأضاف الحلوجى، أن هذه ليست المرة الأولى التى يفتح فيها المتحف أبوابه
للجمهور يوم الجمعة، فقد استقبل المتحف الزوار من قبل أيام الجمعة التى لا
يكون فيها مليونيان، ويقوم فيها المتحف بفتح باب الزيارة من التاسعة صباحا
وحتى الثالثة عصرا، وبعد الثالثة وحتى السادسة تتم أعمال الصيانة بالمتحف
.