الأسلوب الأمثل لمحاربة الفلول : " خذ من القفل وأدي المفتاح
طبعا مستغربين من المقولة اللي كاتبها في العنوان " خذ من القفل وإدي المفتاح " ، دي مش مقولة من مخيلتي ، المقولة دي ليها عمق تاريخي ، أيوة عمق تاريخي ، إستخدم هذا الشعار في الإسكندرية في السبعينات ، في إنتخابات مجلس الشعب التي أقيمت عقب الإنتفاخ اللي عمله السادات ، الإنفتاح اللي غير من التركيبة المجتمعية للمجتمع المصري وخلي بعض المنتفخين يحاولوا يعملوا لنفسيه هيبة ، ويدخلوا المجلس علشان ينتفخ أكثر ، بالرغم من أن أي منتفخ فيهم ميقدرش غير على سلق القوانين ، زي ما بيسلق الكوسا اللي بيصدرها ، أو االلحمة اللي بيستوردها وبيبعها في كشك الأمن الغذائي اللي كان بيعملوه علشان يبيع فيه ويمص دم الغلابة ، عالعموم واحد من ضمن السادة الحرامية المنتفخين ( مع الإعتذار للحرامية ) وده مش شتيمة والعياذ بالله ده اللقب اللي قالوا السادات عليهم كنوع من التشجيع الجماعي للسرقة ، فقال السادات مرة : " اللي مش حيتغنى في فترة الإنفتاح مش حيتغنى تاني " ، وطبعاً كانت المقولة دي علشان كانت تصريح من سيادته ، فكان شعب المنتفخين مخلصين شوية في السرقة علشان يطبقوا توجيهات سعادته ـ
الواحد ده كان ناوي ينزل إنتخبات مجلس الشعب ، وقدامه واحد من المعارضين للنظام وتاريخه تقريباً كان مقضيه في السجن الحربي ، اللي تقريباً بقى أقربله من أي حد من ولاده بسبب كثر العشرة ، وكانت كل المؤشرات بتقول مع فقر الدائرة والكرب اللي عايشين فيه الناس ، فمن الصعب مواجهة المعارض بالمنتفخ في الإنتخابات ، لأن الرشوة السياسة وإن كانت مقنعة (بأي صورة ) أو غير مقنعة ( بفلوس ) هي التي تحكم المباراة الفاصلة بينهم ـ
بس الوضع الغير متكافئ في الدعاية والرشوة السياسية لم تغنى وتثمن من جوع بسبب الدماغ الإسكندراني اللي دائمأً شايفها إنها دماغ متكلفة ، ناس نزلوا ينبهوا الناس ويكلمهم ، بس فين والناس فين ، دوخة الإنتفاخ اللي عمله السادات كان جايب دوخة للناس ، والناس من كثر الجوع والفقر كانت ممكن تسيب كل اللي حلتها من مبادئ وقيم بسبب 10 جنيه ، وطبعأً ده بسبب برضه إن الإنتفاخ بتاع السادات كان مصاحبه بتنجان ، وده كان مخصص لغسيل دماغ الناس ، والبعد عن أي قيم غير قيم الفهلوة اللي إتزرعت بقوة في الفترة دي ، علشان يبقى الإنتفاخ على حق مش أي حاجة ـ
طب يعملوا أيه في الظروف المهببة دي ، وإنت عارفين الإسكندرانية مبيعرفوش يسكتوا ، فأخترعوا إختراع إسكندراني مش بعيد عن الفهلوة والمكر اللي زرعهم السادات ، الراجل المنتفخ كان رمزه في الإنتخابات ( القفل ) و أعتقد أنه مكنش رمز بس ، كان صفة ، والراجل المعارض كان رمزه في الإنتخابات ( المفتاح ) وكان والله مفتاح خير للدائرة ، الإسكندرانية ضربوا شعار في الحال " خذ من القفل وأدي المفتاح " ، راحوا للناس قالولهم اللي محتاج يأخذ من المنتفخ (القفل) يأخذ بس يدي المعارض (المفتاح) ، وبالطريقة دي سقطوا القفل اللي رمزه قفل بعد ما صرف ملايين ودخل بعديها مستشفى المجانين ـ
وطبعاً الإبتكارات السكندرية ما بتقفش لحد ، فالشعار اللي إتقال برضه ساعتها وغخترعوه في السبعينات " القفل بفلوسه .
المفتاح حيدوسه " ودي كانت بتستخدم برضه لأي مرشح من عينة رجال الأعمال ـ
دي كانت روشتة إسكندراني بسيطة مع دخولنا في إنتخابات 2011 وهي مختلفة لأن نوابها حيحددوا مصير بلادنا بعد الثورة ، أوعى تستهزاء بأي صوت ، و أوصل لكل الناس ، إتكلم معاهم ، الناس تعبانة ، لو حتقنعها بأيه مش حتسمع كلامك وتأخذ من العالم المنتفخة بتاعت 2011 ، متتعبش نفسك ، اللي تلاقيه مصمم يأخذ ، قولوا خذ من الي إنت عايزه ، بس أوعى ضيع بلدك علشان واحد أنعم عليك بحاجة ، لأن اللي زي ده عمره ما حيمعل لصالحك ، واللي حيدهولك من اليمين حياخذوا منك بالشمال ، من سرطانات وفشل كبدي وكلوي ، ومجاري ومياه مش نظيفة ، وقاونين ودساتير حتسلق زي ما كانوا بيسلوقها من السبعينات لأن الفرق مفيش فرق مابين المنتفخين في السبعيانات والمنتفخين دلوقتي غير إن الإنتفاخ في الجسم زاد شوية من كثر السرقة ، والمنتفخ حتلاقيه ملفوف بـ " فلة " اللي هي مفرد فلول ، لو أخذت منهم حاجة عاقبوا مرتين وأدي صوتك للمفتاح ، مرة إنك أخذت منه ومرة تانية إنك سقطه ـ
* الهدف من الشعار هو تقليل حجم الرشوة الإنتخابية ، لأن منعها وهو ده الأفضل بس صعب جدأً تفعيله حالاً ، بس هو ده اللي نفسنا الناس توصله ، تبقى متعوده إنها ترجع لقيامها ومبادئها ، ومتأخدش رشوة بأي شكل من الأشكال ، وهي دي الصورة المثالية اللي حنوصلها بإذن الله بس بعد توعية سياسية كبيرة لا نبتغي فيها وجهاً إلا لوجه الوطن ـ